يمكن تسمية مدينة لوليو في شمال السويد بمدينة الثقافات المتعددة، فعدد كبير من سكان المدينة جاءوا من بلدان اخرى والمجموعات اللغوية الأكثر شيوعاً بالنسبة للأشخاص القادمين من خارج السويد ويسكنون المدينة هي العربية والانجليزية. يقدر عدد المسلمين فى مدينة لوليو والمدن التي حولها مثل (Alvsbyn, Bitea, Boden) بحوالي 6000 الى 8000 مسلم ويمثلون اكثر من 10% من مجموع السكان. كما ان هذا العدد فى تزايد مستمر بغرض الإقامة او العمل.
وبالنظر عن قرب نجد ان المجتمع الإسلامي في مدينة لوليو يحوي خليط من دول مختلفة تجمعهم جمعيا عقيدة واحدة وهي الايمان بالله ورسوله. ومن هنا أصبح تأسيس مركز يجمع المسلمين ويوحدهم هو من الضرورة بمكان. لذلك جاءت فكرة تأسيس مسجد لوليو، كأحد أنشطة مركز نوربوتن الإسلامي، ليكون المسجد منارة ومركز حضاري للتعريف بالإسلام ديناً وقيماً وحضارةً وثقافةً حيث يجمع كل المسلمين على اختلاف لغاتهم وبلدانهم مما يسهل لهم الاندماج في المجتمع السويدي وبما يحفظ للمسلمين عقيدتهم وثقافتهم. ففريق بناء المسجد في مدينة لوليو، كما هو مذكور لاحقاً، يحوي تمثيل للمسلمين من أصول وبلدان مختلفة وكذلك تمثيل للرجال والنساء سوآءا بسواء.
تعتبر السويد من ناحية المساحة رابع أكبر دولة في أوروبا، حيث تبلغ مساحتها 450ألف كيلومتر مربع، وتبلغ المسافة ما بين أقصى شمالها وأقصى جنوبها 1600 كيلومتر. يبلغ عدد سكان السويد ما يزيد عن 10 مليون نسمة في 2020 وهم منتشرون في جميع أنحاء البلاد، وبالرغم من ذلك توجد مناطق طبيعية واسعة غير آهلة بالسكان. يسكن ما يزيد عن 50% من السكان في المدن الستة الكبرى وهي استكهولم، يتبوري، مالمو، أوبسالا، أوروبرو، ولوليو. ومدينة لوليو هي عاصمة محافظة شمال السويد (Norrbotten—نوربوتن) والتي تبلغ مساحتها حوالي ربع مساحة السويد وعدد سكانها يزيد عن الربع مليون نسمة في عام 2019. ويبلغ عدد سكان مدينة لوليو وحدها ما يقرب من 78000 نسمة طبقاً لإحصائيات نفس العام. ويقدر عدد المسلمين فى مقاطعة شمال السويد من 6000-10000 نسمة بناءا على تقديرات معتتمدة على احصائية لمعهد أبحاث بيو.
وبرغم قربها من القطب الشمالي تتميز مدينة لوليو بطبيعة أخاذّة ويعايش المرء فصول السنة الاربعة حيث يكون الشتاء بارد جدا تتراوح فيه درجة البرودة فيه 15-30 تحت الصفر وربيع جميل تزدان فيه المدينة بأنواع مختلفة من الزهور الجميلة والصيف يتميز بجو جميل مشمس وهواء طلق. ولدى مدينة لوليو حياة ثقافية غنية اضافة الى قطاع تجاري وصناعي حيوي ومتنوع. ومع التنوع الديموغرافي للمسلمين في مدينة لوليو أصبحت الحاجة ملحة لوجود مؤسسة او مركز يعني بنشر الثقافة الاسلامية وتحقيق الانفتاح على المجتمع السويدي.